العمل على إعادة التوازن البيئــــــــــــى وفقاً للتوجيهات الرئاسية

بعد توفير 5 كراكات لتطهير القاع .. الحياة تعود تـدريجياً لبحيرة قارون

  أعمال تطهير قاع البحيرة.. ومراكب الصيادين فى انتظار انتهاء اعمال التطهير
أعمال تطهير قاع البحيرة.. ومراكب الصيادين فى انتظار انتهاء اعمال التطهير

بحيرة قارون التى ظلت علامة بارزة فى تاريخ الفيوم، ومصدرًا لتفاخر الصيادين، تعرضت فى الفترة السابقة إلى التلوث نتيجة صب مياه الصرف الصحى لـ 118 قرية فى مياهها، وأصيب الإنتاج السمكى بطفيل "الإيزبودا" حتى انهارت الثروة السمكية تمامًا، ولم تشفع للبحيرة صرخاتها وصرخات الصيادين الذين هجروها لبحيرات أخرى، حتى أعطى الرئيس عبد الفتاح السيسى تعليماته بالاهتمام ببحيرات الجمهورية وكان من ضمنهم بحيرة قارون، والتى تم إمدادها بـ 5 كراكات عملاقة للحد من التلوث تعمل منذ 5 سنوات، بالإضافة إلى تنفيذ حزام أمن وفلتر ميكانيكى داخل البحيرة، وتم إلقاء 5 ملايين من زريعة الجمبرى داخل البحيرة لعودة إنتاجها السمكى إلى سابق عهده، ومحاولة إعادة التوازن البيئى لها وعودتها كما كانت فى السابق.

يقول الدكتور أحمد الأنصارى محافظ الفيوم، أن الرئيس عبد الفتاح السيسى يولى اهتمامًا كبيرًا ببحيرات الجمهورية ومن ضمنهم بحيرة قارون التى تم إمدادها بـ 5 كراكات عملاقة لتطهير قاع بحيرة قارون من الطبقة العضوية التى تضر بالثروة السمكية فى البحيرة، مشيرًا إلى أنها تمنع التسريب فى باطن الأرض مما يؤدى إلى تراكم طبقة الحمئة الضارة التى تلوث المياه، وأسمهت بشكل كبير فى تطهير قاع البحيرة وتحسين الحياة المائية فيها.

وتابع محافظ الفيوم أن ما تم إنجازه في بحيرة قارون في الفترة الماضية سيسهم بشكل كبير في تحسين الحياة المائية وعودة الثروة السمكية فيها، خاصة وأنه تم تنفيذ الحزام الآمن والفلتر الميكانيكى وحوض التهدئة والبدالات على البحيرة، مشيرًا إلى أن تنفيذ حوض التهدئة أمام مصب مصرف البطس يبدأ بهدار قبل الدخول للحوض بطول 100 م وعرض 40 م وعمق 4 م بإجمالى أعمال حفر قدرت 16 ألف م3، مشيرًا إلى أنه تم تنفيذ الحزام الأمن بداية من مصرف البطس فى اتجاه الجزء البحري من المرحلة الأولى بعرض 30م سطحى و14 م قاعى وعمق 3.5 م بقطاع 77م2 وبطول 3.5 كم بإجمالى أعمال حفر 336000م3 استخدمت فيه كراكة قاطعة ماصة و3 معدات متعددة الأغراض و3 حفارات برمائية و4 حفارات برية على أن يتم تطهير وتعميق القناة "الحزام الأمن" بصفة دائمة، كما تم تنفيذ فلتر ميكانيكى من إجمالى 5 فلاتر أخرى من خلال المرحلة الأولى للمشروع، وتم تركيب 4 بدالات هوائية لتحسين خواص المياة بالبحيرة وتم وضع 2 قبل الفلتر و2 بعد الفلتر الميكانيكى، بالإضافة إلى تنفيذ أعمال التكريك اللازمة لإنشاء الخزان الأمن وأحواض التهدئة وتنفيذ الجسور لتنفيذ الفلتر الميكانيكى عن طريق المعدات التابعة للهيئة العامة للثروة السمكية، كل ذلك ساعد بشكل كبير فى تحسين الحياة المائية بالبحيرة.

وأوضح محافظ الفيوم أن هيئة الثروة السمكية ألقت 5 ملايين من زريعة الجمبرى داخل بحيرة قارون على مرحلتين، بعد أن ألقت فى البداية نصفهم وبعدها بيومين ألقت النصف الآخر، مشيرًا إلى أن الجمبرى يتكاثر بشكل كبير ولا يتأثر بوجود الطفيل الموجود داخل مياه البحيرة بل على العكس يتسبب الجمبري فى قتل هذا الطفيل وبعدها بفترة سوف يتم وضع أنواع أخرى من الأسماك، مؤكدًا أن زريعة الجمبرى تتكاثر بشكل كبير حيث إن الأصبعية الواحدة بعد مرور 13 شهرا تصبح 1000 وهو ما يعنى أنه سيوفر صيدا وفير للصيادين ومكسبا مضاعفا ولكن بشرط التزامهم وعدم الصيد الجائر.

وأضاف أن المحافظة بالتعاون مع وزارة الزراعة وهيئة الثروة السمكية يعملون فى الممر المائى والجسر والبوابات والفلاتر لتنقية البحيرة، بالإضافة إلى التكريك المستمر للمنطقة التى تقع عند الممر حتى نتمكن من منع الملوثات بقدر كبير من عدم دخول البحيرة، مشيرًا إلى أن كل هذه الحلول ساعدت بشكل كبير لتطهير البحيرة وأن التطهير الكبير للبحيرة سوف يشعر به الصيادين عقب البدء فى مشروع الصرف الصحى العملاق بعد اعتماد المبالغ المالية والبالغة 9.5 مليار جنية لإنشاء محطات الصرف داخل 118 قرية تصب مياها فى بحيرة قارون وسيتم البدء فى العمل وتنتهى مشاكل بحيرة قارون وقراها تمامًا.

وأضاف المحافظ أن مشروع رفع كفاءة محطة الصرف الصناعى بمنطقة كوم أوشيم، والقرض الأوربى لتنفيذ مشروعات الصرف الصحى، وكذلك إنشاء مشروع جديد لاستخلاص الأملاح من بحيرة قارون، جميعها عوامل مؤثرة بالإيجاب فى تحسين خواص مياه البحيرة وتخفيض نسبة الملوحة بها.

وكشف "الأنصاري" أن مجموعة عمل من أكاديمية البحث العلمى، وفريق عمل من هيئة الثروة السمكية، يقومان حالياً بإجراء تحليل لخواص مياه بحيرة قارون، كل فريق بشكل مستقل، كما كلف المحافظ، الدكتورة نسرين عز الدين الأستاذ بكلية الطب البيطرى جامعة القاهرة، بأخذ عينات أخرى من مناطق مختلفة بالبحيرة، مشيراً إلى أنه سيتم بعد أسبوعين استعراض كافة النتائج للوقوف على خطة عمل واضحة للتعامل مع المشكلات التى تعانيها البحيرة.

من جانبه أكد الدكتور صلاح الدين على مصيلحى رئيس الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية أن بحيرة قارون لها طبيعة خاصة فى التعامل معها، وتعانى العديد من المشكلات الناجمة عن الصرف الزراعى والصحى والصناعى إلى جانب طفيل الأيزوبودا، موضحاً أن هناك محاولات كثيرة خلال السنوات الماضية للتغلب على المشكلات التى تواجه البحيرة، ولدينا آمال كبيرة فى التغلب على جميع التحديات، متابعاً أن العمل لا يتم من خلال جزر منعزلة وإنما لدى الهيئة مخطط عام للعمل بمشاركة كافة الجهات المعنية.

 ولفت رئيس هيئة تنمية الثروة السمكية، إلى أنه سيتم أخذ عينات من مياه بحيرة قارون وتحليل خواصها وإعداد تقرير للعرض على وزارة البيئة، للوصول إلى قرار بشأن خطط الاستزراع السمكى، موضحاً أن طبيعة المياه سوف تحدد مستويات الدعم التى يمكن تقديمها فى الوقت الحالى، بشكل يراعى الصيادين والفئات المستفيدة الأخرى، مؤكداً أن ملف صحة الأسماك يحتاج إلى مجهودات كبيرة، وأنه قام بإصدار توجيهات لمتابعة جميع المزارع السمكية الخاصة والوقوف على جودة المنتج ومدى صلاحيته للتصدير.

وأوضحت الدكتورة نسرين عز الدين الأستاذ بكلية الطب البيطرى بجامعة القاهرة، نتائج الدراسات التى قامت بها لطفيل الأيزوبودا، وخطة متابعته منذ ظهوره ببحيرة قارون عام 2014 حتى تراجع هذه النسبة بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة، مؤكدة ضرورة إعادة الدراسات مرة أخرى للوقوف على نسبة الطفيل فى مياه البحيرة حالياً، وتقدير المخزون السمكى الحالى فى البحيرة وأنواع الأسماك الموجودة، وذلك بهدف تكوين قاعدة بيانات تسهل مهام العمل.

وقال المهندس أيمن منصور مدير منطقة وادى النيل لتنمية الثروة السمكية، أنه تم استعراض بعض جوانب مشكلة بحيرة قارون فيما يتعلق بزيادة نسبة الملوحة، وطفيل الأيزوبودا، حتى أصبح إنتاج البحيرة من الأسماك شبه منعدم.

فيما أكد المهندس أيمن نضر وكيل وزارة الموارد المائية والري، على الجهود المشتركة للوصول إلى الاتزان المائى ببحيرة قارون والوصول بمناسيب البحيرة إلى مستويات آمنة، موضحاً أن الظروف المستجدة مثل مياه الأمطار فى الشتاء الماضى ساهمت فى وصول نحو 30 مليون متر مكعب من المياه إلى البحيرة .