مدرس تاريخ.. كلمة السر لعبور الحدود

كلمة السر لعبور الحدود.. مدرس تاريخ 
كلمة السر لعبور الحدود.. مدرس تاريخ 

أحمد صبحي 
المؤرخ البريطاني أرنولد جوزيف توينبى واحد من أهم وأشهر المؤرخين في القرن العشرين؛ حيث اشتهر المفكر والفيلوسوف توينبى طوال فترة حياته بانحيازه للإنسان وإبداع الفرد مقرا  بأن مواجهة التحدي هي الطريق إلى القمة.

ولد توينبي لعائلة إنجليزية ذات منزلة ثقافية عالية، كانت تضم عدداً من قامات الفكر والأدب والثقافة، وكذلك في ميدان التاريخ وعلم الاجتماع.

ودرس اللغتين اليونانية واللاتينية في كلية باليول بجامعة أكسفورد البريطانية العريقة، وقد بلغ درجة الزمالة في هذه الكلية، وعمل في الوسط الأكاديمي أيضاً بوظيفة أستاذ للدراسات اليونانية والبيزنطية في جامعة لندن.  

اقرأ أيضًا: الشيخ الباقوري يحدد سن الزواج الأمثل لتكوين أسرة سعيدة

قام بتدريس اليونانية واللاتينية بعد تخرجه في عام 1878 وتقلد عدة مناصب منها أستاذ الدراسات اليونانية والبيزنطية بجامعة لندن ومدير دائرة الدراسات في وزارة الخارجية البريطانية له محاضرات عن تاريخ الثورة الصناعية في القرنين 18 و19، وكان أول من استخدم ونشر مصطلح “الثورة الصناعية” في  الأقاليم الناطقة بالإنجليزية وألمانيا وأماكن أخرى.

وكان من أهم الأبحاث مسالة بحث الحضارات بشكل مكتمل وشامل وقام بتأليف موسوعة كبرى تسمى "دراسة التاريخ" والتي تحتوي على اثني عشر مجلدا قضى واحد وأربعين عاما في تأليفها.

ومن أشهر مؤلفاته أيضا الجنسية والحرب، أوروبا الجديدة ، دمار بولندا ، الإرهاب الالمانى في بلجيكا ، دراسة في التاريخ.

وقد تعرض الفيلسوف والمؤرخ توينبى لموقف طريف قامت جريدة اخبار اليوم بنشره فى شهر فبراير عام 1964،  فأثناء اجتيازه الحدود بين سوريا ولبنان مع بعض أصدقائه وعند مركز الحدود بالتحديد وقف المؤرخ أمام جندي الحدود اللبناني وهو يواجه مشكلة غريبة حيث مكتوب في جواز سفره بخانه الوظيفة أو المهنة "مؤرخ" وعسكري المرور لم يسمع بها قبل ذلك.

اقرأ أيضًا: حكاية الصول «منصور».. صاحب لقب «أول رامى في مصر»

لم يدرك الجندي أن هناك مهنه تسمى "مؤرخ" وعلى الرغم من أن ارنولد توينبى أكبر مؤرخ في القرن العشرين ومؤلفاته تحتوي على تفسير وتحليل حياة الإنسان كان عاجزا عن شرح معنى كلمة "مؤرخ" لعسكري الحدود.

وبعد عدة ساعات قضاها المؤرخ توينبى في شرح المهنة ظل العسكري عاجزا عن فهم مهنة المؤرخ حتى قال له المؤرخ بعد ان فاض به إنه مدرس تاريخ، وعندئذ سمح له العسكري بالمرور.
أخبار اليوم : 4 فبراير 1961

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي