"أرض الصابرين"..تتناول حب الوطن من خلال حياة الغجر 

مصطفى بدوى نائب رئيس تحرير المساء
مصطفى بدوى نائب رئيس تحرير المساء


"أرض الصابرين"..أول الأعمال الأدبية للكاتب الصحفى مصطفى بدوى نائب رئيس تحرير المساء ورئيس قسم التحقيقات. 

تتناول الرواية حب الوطن من خلال حياة مجموعة من الغجر، وهم قوم رحل يبحثون عن الكلأ والعشب أينما وجد،  لا أرض ولا وطن لهم، وطنهم الخيمة، حتى ظهر أحد فتيانهم الذى كان يحلم بحياة الأستقرار والتوطن، وبالرغم من معارضة أهله من الغجر للفكرة حيث أنهم تعودوا على حياة ومهن خاصة بهم فقط لا يجيدها غيرهم. 

اقرأ أيضا| لماذا تقل الرواية العربية عن الحضارة القديمة في مصر والعراق؟.. عالم آثار يجيب

وخلال أحدى رحلات الشتاء والصيف واللتين يقومون بها خلال كل عام وجد الفتى صابر بالصدفة قطعة أرض فى الصحراء كانت تخص أحد تجار المخدرات، وحاول تحويلها بمساعدة والديه وزوجته وشقيقيه من أرض تنتج ما يهلك البشر الى أرض خضراء تزرع بقمح وما يحمل الخير للانسانية.

ومن أجل هذا الحلم ضحى بحياته، مما دفع أسرته ووالديه وشقيقيه وزوجته والذين لم يكونوا مقتنعين بالفكرة من الأساس أن يصمموا على إستكمال حلم إبنهم الفقيد الذى ضحى من أجل أن يكون لهم وطن وبيت بأربعة حوائط وسقف. 

إستكمل والده عبدالصبور حلم إبنه الفقيد بمساعدة الشرطة والتى رأت أن زراعة الأرض بالقمح أفضل مائة مرة من زراعتها بالحشيش والبانجو، واضطرت أرملة صابر أن تتزوج من شقيق زوجها شمس الذى لم يتعد عمره 13 عاما من أجل أن تبقى وسطهم ومن أجل أن يتحقق حلم صابر زوجها السابق ووالد ابنها الصغير.

كما رفضت الأبنة الصغيرة صبيحة أن تترك الأرض وتتزوج من أبن عمها والذى يعيش مع الغجر واستطاعت أن تقنعه بحياة الإستقرار والبقاء معهم.
كما نجح الأب عبدالصبور فى التوسع فى استصلاح الأرض وذلك بعد إختلاطه مع أهل الوادى والذين علموه الزراعة ونصحوه باستخدام الميكنة الزراعية.

وعرف الأب عبد الصبور من صديقه الذى يسكن الوادى أن صاحب الارض «تاجر المخدرات» مات بالسجن، وابنه الذى قتل صابر حكم عليه بالمؤبد، وأن قسم الشرطة يتابع أحوالهم باهتمام. 

اما الأم نجية فقد عوضها الأبن الصغير والذى أسمته على أسم والده ( صابر ) عن كل شئ، واهتمت بفوزية ارملة ابنها صابر وزوجة ابنها شمس الطفل الذى لم يصل لسن الرجولة بعد. 

فى حين تحملت فوزية كل شئ من أجل إكتمال حلم والد إبنها .. ورفضت العودة لحياة الغجر بعد وفاة زوجها بعدما تنعمت واستمتعت بحياة الأستقرار والتوطن ورضيت بالزوج بشقيق زوجها الطفل حتى تبقى معهم. 

ونجح عبدالصبور فى النهاية فى زراعة أجزاء كبيرة من الصحراء بمساعدة إبنه شمس وزوج أبنته وإبن شقيقه فواز، حتى عندما مر الغجر عليهم استأذنهم الجد الكبير السيد الغنيمى فى أن يبقى مع ابنه عبدالصبور لكى يموت ويدفن بجوار حفيده صابر، وعرض على الغجر الإختيار بين البقاء والرحيل، ونجح الغجر فى التوطن وأصبح لهم وطن يحتويهم ويحتضنهم أحياء وأموات ويدافعون عنه متى تطلب ذلك.