نقطة نظام

الإرهابى «الحونين» رزق

مديحة عزب
مديحة عزب

مديحة عزب

احنا فى زمن الإرهاب الجميل يا جماعة بتقولوا إيه، ده الإرهابى «الحونين» رزق، بصوا وشوفوا مين اللى بيتكلم عن الشباب وحرمة الدماء وقدسية الحياة.. قول يا عم واهبد لسه اللى عارفين تاريخك عايشين.. هذا التعليق العفوى الصادق ردّ به أحد الشباب على تغريدة للإرهابى طارق الزمر ينعى فيها الشاب المنتحر من أعلى برج القاهرة والتى قال فيها «لكم الله يا شباب مصر ما بين شهيد فى قعر الوطن بالإهمال الطبى وبين قتيل قفزا من أعلى برج بقلب القاهرة وبينهما ملايين الشباب الذين يبحثون عن عمل فلا يجدون أو يبحثون عن قوت يومهم بلا جدوى».. هوه ده بقى يا جماعة الإرهابى الكيوت اللى بيتكلم عن حرمة الدم وإيده لسه عليها دم السادات وإخوانه بيقتلوا جنودنا وبعدين يعملوا صعبانيات على الشباب على تويتر.. والمدهش حقا إن معظم البرامج فى الفضائيات إيّاها قد خصصت كل وقتها عقب واقعة الانتحار للحديث عن الشاب المنتحر وجميع المذيعين وضيوفهم يؤكدون على شىء واحد وهو أن هذا الشاب كان يعانى نفسيا من حكم الرئيس السيسى وحاول التظاهر ضده مرارا ولما فشل فى ذلك انتحر، ولا تسأل عزيزى القارئ من أين عرف هؤلاء تلك المعلومة، فهل اتصل الشاب قبل انتحاره بتلك البرامج وأخذ كل مذيع على جمب وأخبره بمشكلته مع السيسى وبما ينوى فعله من أعلى البرج.. الخلاصة أنهم فقدوا عقولهم وصوابهم ويعضون علينا الأنامل من الغيظ، وصار كل كلامهم تخريف فى تخريف ونحن نقول لهم موتوا بغيظكم..
ولكن على الجانب الآخر يجب أن تكون واقعة الانتحار التى أقدم عليها ذلك الشاب جرس إنذار لجميع الآباء والأمهات فلا يجب فى خضم متاعب الحياة اليومية أن يتهاونوا فى التحدث إلى أبنائهم والتعرف على مشاكلهم ومحاولة إيجاد حلول لها وتعليمهم قيمة التحلى بالصبر، وقد ذكّرتنى تلك الواقعة بقصة قرأتها منذ سنوات بعيدة ولم أنسها قط حيث كانت تتحدث عن كيفية خلق أسباب السعادة بأقل الأشياء.. فقد كان شخصان مريضان يرقدان إلى جوار بعضهما فى غرفة بمستشفى، وكانا مريضين مرضا شديدا يمنعهما من القيام من الفراش، أما المريض الأول والذى كان فراشه بجوار النافذة فقد سمح له الطبيب بأن يجلس راقدا لمدة ساعة واحدة فقط بعد العصر وأما الثانى فلم يسمح له بذلك نظرا لخطورة حالته، وكانت تفصل بين السريرين ستارة كثيفة فلا يرى أحدهما الآخر ومع ذلك كانا يتبادلان الحديث، وكان الأول الذى سمح له الطبيب بالجلوس يحكى كل ما يراه من النافذة لرفيقه الآخر مرّة عن البحيرة التى تجاور المستشفى وعن البط الذى يسبح فيها، ومرّة عن ذلك الرجل الذى يؤجر المراكب لزوار الحديقة، وهذه امرأة تسير إلى جوار زوجها وتضع يدها فى يده وهذا طفل يتسابق عدوا مع طفل آخر، واستمر الحال هكذا فترة طويلة كانت تهون معها ساعات التعب التى تحملها شمس كل يوم حتى المغيب، حتى جاء اليوم الذى فارق فيه المريض الأول الحياة والذى كان العين التى يبصر بها المريض الثانى، فما كان من المريض الثانى إلا أن طلب من الطبيب أن ينتقل إلى سرير رفيقه الذى توفى ليرى بنفسه كل ما كان يحكيه له رفيقه المتوفى وكانت المفاجأة عندما نظر من النافذة فلم ير إلا سورا عاليا لا يظهر منه أى شيء ولما سأل الطبيب مندهشا كيف مع وجود هذا السور المرتفع والذى يحجب أى رؤية تماما كيف كان رفيقه الراحل يصف له المناظر المبهجة كانت الصاعقة عندما أخبره الطبيب أن صديقه الذى توفى كان أعمى..
هناك أناس يسعدون بإسعاد غيرهم مهما ضحوا ويبذلون ما فى وسعهم لكى يروا الابتسامة على وجوه الآخرين..
ما قل ودل
ستختفى الندبة القديمة وسيلتئم الجرح ثم يعوضك الله بشخص رائع يفتحها لك سبع غرز.