طارق لطفى: أدهشنى النجاح الكبير العابر للحدود

طارق لطفى
طارق لطفى

شريف عبد الفهيم

هو فنان من العيار الثقيل، برزت موهبته منذ بدأ أولى خطواته على طريق الفن، صعد سلم المجد والشهرة درجة درجة، لم يتعجل مثل كثير من نجوم جيله النجومية والبطولات المطلقة، فرفض الكثير من الأعمال التى شعر معها أنها سوف تنتقص من تاريخه الفني، آثر الانتظار حتى جاءته الفرصة فى البطولة المطلقة بالتليفزيون، فجاء مسلسل «بعد البداية» ليكون البداية الحقيقية لنجوميته، ثم تلاها بعدة أعمال كشفت عن موهبته الفذة فى التعامل مع الكاميرا، ليكون رمضان 2021، هو أيقونة الحظ التى صعدت به إلى مراتب النجوم الكبار «نجوم الشباك كما يطلق عليهم».

«آخر ساعة» تواصلت مع الفنان طارق لطفى ليكشف أسباب حماسه لشخصية «الشيخ رمزي» بمسلسل «القاهرة - كابول»، وما وجه الشبه بينها وبين أسامة بن لادن، ويتحدث أيضاً عن ردود الأفعال وسر تحمّسه للشخصية، وهل تأثرت أحداث المسلسل بتأجيل عرضه عاماً كاملاً.

فى البداية أكد طارق لطفى أنه شعر بالقلق بعد عرض سيناريو الحلقة الثانية عليه معللاً ذلك بأن الناس لن تتحمل الجلوس أمام ممثلين جالسين لا يتحركون وفى كادر واحد وموقع تصوير واحد، لكن كانت المفاجأة أن الكتابة الرائعة والممثلين العمالقة خالد الصاوى وفتحى عبد الوهاب وأحمد رزق والتصوير المتميز، أظهرت الحلقة بهذا الشكل المميز.

وأضاف: «كان من الضرورى أن أؤمن بكل معتقدات الشيخ رمزى وكان لابد أن أصدق كل المعتقدات التى أرفضها فى الواقع بشكل كبير، كنت أصارع بداخلى شخصية الشيخ رمزي، بشكل كبير لأننى أرفض تلك الأفكار جملة وتفصيلاً. ورغم ذلك فشخصية «الشيخ رمزي» خطفت قلبي، وفى الحقيقة انجذبت للشخصية منذ الوهلة الأولى، فالكاتب عبد الرحيم كمال أبدع وكتب الشخصية بشكل بارع، فقد مزج فيها صفات خمس شخصيات من قيادات القاعدة، وليس كما يتردد أنها قصة حياة بن لادن، بكل صراحة العمل كان مفاجأة كبيرة لى شخصياً، ثم للجمهور.

وعن الأسباب التى دفعته للموافقة على تجسيد شخصية الشيخ رمزي، قال لطفي: خطورة الموضوع جعلتنى لا أتردد فى قبول العمل، فهو يطلق جرس إنذار شديد اللهجة للآباء والأمهات ليراقبوا أبناءهم، فالمسلسل يناقش قضية فى منتهى الخطورة وهى تحول شخص عادى نشأ فى بيئة ومناخ وأسرة وتعليم طبيعى يتحول إلى أخطر إرهابى فى العالم، ومن خلال الأحداث يمر بتحولات عديدة، ليس لها علاقة ببيئة نشأته، تركيبة لم تقدم من قبل بهذا الشكل خلال الدراما.

وأضاف: «بكل صراحة التجهيزات للعمل أخذت وقتاً طويلاً، حيث إننى بدأت فى تربية لحيتى منذ عام تقريباً، ورفضت بسببها العديد من الأعمال الناجحة الأخرى التى تمنيت أن أقدمها، ولكن كما ذكرت من قبل «الشيخ رمزي» خطف قلبي، وكنت على استعداد للتضحية بأى شىء من أجله.

وتابع: «ساعدنى على ظهور شخصية «الشيخ رمزي» بهذا الشكل الماكيير محمد عبد الحميد، والاستايلست ليلى وحسام على، فعقدنا العديد من الجلسات للاتفاق على أدق التفاصيل فيما يخص الشكل، إلى جانب أننى لجأت إلى البحث عن بعض الشخصيات الإرهابية وقراءة العديد من الكتب، ومشاهدة الفيديوهات الوثائقية، والمحاكمات وكل ذلك كاف لتكوين شخصية المتطرف».

وعن وجه الشبه بين شخصية الإرهابى فى مسلسل «العائلة» ومسلسل «القاهرة كابول» قال: «لا يوجد أى وجه تشابه بينهما، ولا فى الشكل ولا المضمون، «الشيخ رمزي» هو إرهابى له أفكار ومعتقدات يؤمن بها، وشخصية مركبة وصعبة، تواجه ضابط الأمن الوطنى الذى يجسده الفنان خالد الصاوي، والعمل يتضمن العديد من الخطوط الدرامية الأخرى وهى مسئولية الإعلام فى محاربة الإرهاب، أما فى مسلسل «العائلة» فهو شخص تم خداعه لكنه ليس إرهابياً.

وأضاف: أكثر شىء سبب لى الإرهاق خلال التصوير، هو اعتراضى الشديد على أفكار «الشيخ رمزي» فأصبحت فى صراع كبير داخلياً، لأنه يجب أن أصدق أفكاره لكى أستطيع تجسيد شخصيته، وهذا أرهقنى نفسيا وجسديا، فالعمل مر بالعديد من المراحل حيث كشفت الأحداث أن بعض الظروف والأفكار من الممكن أن تؤثر بنفسية طفل ويصبح إرهابياً فيما بعد، ويجب الانتباه لذلك من كل أسرة، وأيضاً المدارس عليها دور كبير. ولقد بدأنا التحضير للعمل منذ أكثر من عامين، لأنه توقف بسبب ظروف كورونا، وذلك بعد استلام تأشيرات التصوير فى بريطانيا، وبدأت الموجة الأولى من كورونا فى أوربا، وكان لابد من تصوير ثلاث حلقات بالخارج، ولذلك توقفنا أكثر من عام، لكن لأن العمل نراه مهماً تحمسنا له وعدنا سريعاً مرة أخرى للتحضير له.

وعن أوجه الشبه بين «الشيخ رمزي» وبين أسامة بن لادن، خاصة بعدما ربط المشاهدون بين شكل الاثنين فى الحقيقة والمسلسل، قال طارق لطفي: الكاتب عبد الرحيم كمال جمع فى شخصية رمزى بين خمس شخصيات منهم أسامة بن لادن، واشتغلت على شكل الشخصية بأنها تتغير فى كل مرحلة من هذه الشخصيات، وهذا سوف يشاهده الجمهور فى العمل فى الحلقات القادمة، ولكن ليس حقيقيا أطلاقا أن العمل تجسيد لقصة حياة أسامة بن لادن كما تردد قبل عرضه.

وأكد لطفي، أن ردود الفعل على الحلقات التى أذيعت أبهرته، وكانت أكثر من رائعة، فلم يكن يتوقع أن ينجذب الجمهور للمسلسل من أول حلقة، خصوصاً فى ظل هذا الكم الهائل من الأعمال الدرامية الناجحة، فالمسلسل تتوافر فيه كل عوامل النجاح، لكن أن يتخطى الحدود الجغرافية، ويحقق نجاحاً على امتداد الوطن العربي، هو فعلاً أمر مدهش، فحلقات المسلسل التى تعرض يومياً كانت الأكثر تداولاً فى عدد كبير من الدول العربية، وهذا مدعاة فخر لجميع المشاركين فى المسلسل، هذا فضلاً عن نسب المشاهدة التى سجلها.