كنوز | من تجليات «السنباطي» أمير الألحان الدينية

رياض السنباطى مع أم كلثوم التى تغنت بأغلب ألحانه الدينية
رياض السنباطى مع أم كلثوم التى تغنت بأغلب ألحانه الدينية

يتميز الموسيقار رياض السنباطى عن كل معاصريه من الملحنين بملكة ساحرة فى تلحين الأغنية الدينية، التى تبث مشاعر سامية تتوافق مع روحانيات شهر رمضان الكريم، وعندما نستمع إليها لابد ان ينتابنا الخشوع والتحليق فى عالم وجدانى راقى، فما أروعه وهو يردد فى خشوع وتبتل بصوته الرخيم "ربى سبحانك دومًا يا إلهي".

 

نغمة تسرى بقلبى وشفاهى " فى القصيدة التى كتبها الشاعر محمود حسن إسماعيل، وقد ترك لنا السنباطى ثراثا كبيرا من ألحانه التى صاغ بها القصائد الدينية التى شدت بها أم كلثوم، ومن أهمها قصيدة " ولد الهدى " لأمير الشعراء أحمد شوقى، وقصيدة " سلوا قلبى "، التى غنتها أم كلثوم فى مدح النبى الكريم - صلى الله عليه وسلم -، ورائعة " نهج البردة "، وقصيدة " إلى عرفات " التى ترتبط بشعيرة الحج، وقصيدة " حديث الروح " للمفكرمحمد إقبال، و" القلب يعشق كل جميل " لبيرم التونسى، وبلغ السنباطى القمة فى لحن " الثلاثية المقدسة " للشاعر صالح جودت، إلى جانب ما لحنه لأم كلثوم فى فيلم " رابعة العدوية " من أشعار طاهر أبو فاشا ومنها : " على عينى بكت عيني- وتائب تجرى دموعى ندما - وعرفت الهوى- ويا صاحب الراح " ألحان تعد ببعدها الروحى جواهر متلألئة فى عالم الغناء الدينى والفلسفى، ويأتى لحن " إله الكون " الذى كتب كلماته الشاعر حسين السيد جوهرة فى الأداء الرصين الذى يهز به صوت السنباطى وجدان من يستمع له عندما يقول : " إله الكون سامحنى أنا حيران.. جلال الخوف يقربنى من الغفران..وسحر الكون يشاورلى على الحرمان.. وأنا إنسان يا ربى أنا إنسان.

قبلت خدود صفا لونهم بلون الفجر فى أذانه..

وفيهم لون خجل يفتن ربيع الورد فى أوانه.. لقيت الفتنة هتصادف كيان عايش بوجدانه..

وخفت الشوق يسهينى يلاقى فقلبى أوطانه.. رجعت لوحدتى أشكى ضنى قلبى وحرمانه..

لقتنى فى روضة بتغنى نغم ألوان.. جمال الورد فكرنى على الأغصان.. بلون الخد وحرمنى من النسيان.. يا خالق الورد سامحنى أنا إنسان.. وشفت عيون بتسألني.. سؤال احترت فى جوابه.. على رمش الهوى كلمة.. حروفها قلبى وشبابه.. جريت منهم ومن روحي.. ومن قلبى وأحبابه.. لحد الليل ما اقبلني.. وقلت أدارى بسحابه.. وأنام وأنسى هوى الدنيا..وأسيب العشق لأصحابه.. لقيت فكرى صحى منى وأنا نعسان.. على عيون جت تكلمنى عن الحرمان.. أتارى الصبر غافلنى وكان عطشان.. يا خالق الصبر إرحمنى أنا إنسان.. إله الكون أنا عابد.. جمال الخلق والقدرة.. بشوفهم فى الجبال قوة.. وفى عيون الأمل نظرة.. واشوفهم فى الفضا عزة.. وفوق خد الهوى شعرة.. وليه عيون إذا شافت.. تحب تشوف كمان مرة.. وذنبى فى الهوى قلبي.. يحب يعيش ولو بكرة.. إله الكون سامحنى أنا حيران.. جلال الخوف يقربنى من الغفران.. وسحر الكون يشاورلى على الحرمان.. وأنا إنسان يا ربى أنا إنسان. "، وفى هذا اللحن يجسد السنباطى الضعف الإنسانى، ولأنه إنسان، لا هو ملاك ولا هو شيطان، يطلب من الله أن يسامحه بالمفردات البليغة التى أجاد حسين السيد صياغتها وأجاد السنباطى تصويرها.