اعتراضات فى الكونجرس على الدعم الأمريكى العسكرى غير المشروط لإسرائيل

 بايدن ووزير خارجيته بلينكن
بايدن ووزير خارجيته بلينكن

يتوجه وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن إلى الشرق الأوسط خلال الأيام المقبلة، وذلك فى أعقاب اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية فى قطاع غزة تم بجهود مصرية. 

 

وكان الرئيس الأمريكى جو بايدن قد أشاد بالدور الذى لعبته مصر فى التوصل لوقف إطلاق النار بين اسرائيل والفلسطينيين والذى بدأ فجر أمس بعد اتصال اجراه الرئيس الأمريكى بالرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى، وقال البيت الأبيض أن الزعيمين بحثا الجهود اللازمة لإنهاء الأعمال القتالية بين الطرفين.


وقال بايدن فى خطاب ألقاه من البيت الأبيض «أننى مقتنع بأنّ الفلسطينيين والإسرائيليين يستحقون على حد سواء العيش بأمان والتمتع بنفس المستوى من الحرية والازدهار والديمقراطية». مضيفًا «ستواصل إدارتى جهودها الدبلوماسية الحازمة نحو تحقيق هذا الهدف»

 

فى نفس السياق تزايدت موجة الاعتراض على الدعم الأمريكى العسكرى غير المشروط لإسرائيل فى الكونجرس حيث انضم السيناتور التقدمى بيرنى ساندرز من مجلس الشيوخ إلى زملائه من مجلس النواب، وتضامن معهم لتقديم نسخة مشتركة للاعتراض رسمياً على صفقة الأسلحة التى وافقت عليها إدارة بايدن لإسرائيل، بقيمة 735 مليون دولار.

 

 

وقال ساندرز فى بيان صادر عن مكتبه: «فى وقت نرى فيه قنابل أمريكية الصنع تهدم غزة وتقتل النساء والأطفال، لا يمكننا أن نوافق على صفقة أسلحة ضخمة وجديدة من دون فرض نقاش عليها فى الكونجرس». 

 

وأضاف ساندرز: «أعتقد أن على الولايات المتحدة قيادة جهود لتأمين مستقبل آمن ومزدهر للإسرائيليين والفلسطينيين. علينا أن ننظر بدقة إلى مبيعات أسلحة من هذا النوع لنقرر ما إذا كانت تساعد فى هذه المهمة أم أنها تؤدى إلى تأزم الصراع أكثر».

 

 

ويأتى موقف ساندرز هذا بالتنسيق مع نواب ديمقراطيين تقدميين طرحوا بدورهم مشروعاً مطابقاً فى مجلس النواب، أبرزهم النائبتان رشيدة طليب الفلسطينية الأصل، والكسندريا أوكاسيو كورتيز، اللتان أصدرتا بياناً قالتا فيه: «لعقود باعت الولايات المتحدة لإسرائيل بمليارات الدولارات من الأسلحة من دون أن تطلب منها يوماً احترام حقوق الفلسطينيين الأساسية. وبهذا نكون قد ساهمنا مباشرة بقتل وتهجير الملايين».

 

 

وفيما يعلم المعارضون لهذه الصفقة أن جهودهم للاعتراض عليها، لن تثمر، نظراً لغياب الدعم الكبير لهم فى المجلسين، إضافة إلى انقضاء مهلة الاعتراض الرسمية على الصفقة، إلّا أن رمزية جهودهم هذه كبيرة. فهى تسلط الضوء لأول مرة فى الكونجرس الأمريكى، على الدعم العسكرى غير المشروط لإسرائيل. فالكونجرس لم يصوت فى تاريخه من قبل للاعتراض على صفقات أسلحة لإسرائيل، أو لعرقلة المساعدات العسكرية لها، والتى تصل قيمتها إلى نحو 4 مليارات دولار سنوياً. 

 

 

ويأمل المعارضون بالكونجرس أن تكون مساعيهم هذه بمثابة طلقة تحذيرية لكل من إسرائيل وإدارة بايدن، مفادها أن صفقات من هذا النوع باتت مطروحة للنقاش، وأن الموافقة عليها ليست محسومة كلياً كما فى السابق.

 

وفى المقابل يتصدى الجمهوريون بعنف للانتقادات الموجهة لإسرائيل، ويتهمون الديمقراطيين المعارضين بدعم حركة حماس. وقال زعيم الأقلية الجمهورية فى مجلس النواب كيفين مكارثى: «الديمقراطيون تسنت لهم الفرصة للوقوف إلى جانب إسرائيل، لكنهم اختاروا العكس، هذه إهانة لأحد أعظم حلفاء أمريكا». وقد حاول الجمهوريون طرح مشروع قرار يعرب عن دعم الولايات المتحدة التام لإسرائيل، لكن ساندرز تمكن من صد التصويت عليه، بالقول: «الدمار فى غزة رهيب. ويجب أن ندعو إلى وقف إطلاق النار فوراً».

 

وكان الديمقراطيون فى مجلس النواب قد أسقطوا مقترحًا قدمه أحد النواب الجمهوريين يمنح إسرائيل تمويلًا طارئا لتعزيز نظام القبة الحديدية، وذلك ضمن مشروع قانون بشأن تعزيز الميزانية الأمنية للكونجرس. ورفض 217 نائبا ديمقراطيا الاقتراح، وانضمّ إليهم فى ذلك النائب الجمهورى توماس ماسى، فى حين أيده 209 من الأعضاء الجمهوريين.