مخاوف من إدمان الأطفال..والطب النفسى: المراقبة الأبوية والتوجيه أهم الحلول

اليوتيوب فيه سم قاتل.. والطب النفسي يحذر من إدمان الأطفال

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

كتب: عبد الصبور بدر

تلجأ الأم إلى إلهاء طفلها بمشاهدة أكبر عدد من مقاطع اليوتيوب، وتظن أن ذلك حل مثالى وآمن للتخلص من دوشته، وشقاوته، وطلباته التى ليس لها أول من آخر، حتى تتفرغ لإدارة شئون البيت بدون إزعاج، ما جعل الآى باد أو التابلت أو الموبايل من المقتنيات الضرورية التى تحرص كل أم على أن تهديه لصغيرها، وهى لا تعلم أنها تقدم إليه الخطر بيديها، وتتسبب له فى أمراض وعقد قد تعوق نموه العاطفى والنفسي، وتصنع منه فى المستقبل شخصا مريضا من الصعب علاجه.

 

أكل اليوتيوب الجو من الألعاب القديمة التى تنمى الذكاء مثل المكعبات والألغاز وغيرها، لتحتكر النافذة الصغيرة اهتمامات الأطفال، وهم يشاهدون عددا لا حصر له من المقاطع التى (قد) لا تتناسب مع أعمارهم، خاصة فى ظل غياب رقابة الأبوين، وخاصية عرض الفيديوهات بشكل تلقائي.

تحذيرات ودراسات

بات الآى باد جليسًا للطفل، ومشاهدة الفيديوهات بجانب الألعاب هى تسليته الوحيدة، ما أدى إلى فشله فى عمل شكل كامل باستخدام المكعبات، أو اجتياز الاختبارات باستخدام الورق والقلم، وجعل الكثير من علماء النفس والاجتماع ينتبهون إلى ما يحدث، ويحذرون من التعرض المكثف للتكنولوجيا نتيجة تأثيرها الكارثى على التطور الاجتماعى والنفسى للطفل.

 

أشار د. أحمد عبد الله أستاذ الطب النفسى بجامعة الزقازيق إلى أن هذه المشاكل تعتمد على طبيعة الطفل نفسه، فإذا كان انطوائيًا فإنه سيميل إلى استخدام هذه الأجهزة ومشاهدة الفيديوهات بشكل أكبر من الطفل الاجتماعى الذى يفضل أن يقضى أغلب أوقاته مع الأصدقاء والعائلة ويختلط بالمجتمع من حوله.

 

 

توجيه ورقابة

وتابع أستاذ الطب النفسى أنه من المفترض أن يقوم الأهل بتقنين هذه الأمور قدر الإمكان، وبمجرد اكتشاف أن الطفل بدأ يقضى وقتا أطول فى مشاهدة الفيديوهات يجب أن تكون هناك وقفة شديدة وتوجيه صارم للأطفال بتقليل الاستخدام وإن اضطرهم الأمر لمنعها تماماً.

 

 

وحذر من أن إدمان مشاهدة اليوتيوب يعطل الطفل عن الالتزام فى الدراسة ما يؤدى إلى تدهوره وتدنى مستواه وتمنعه عن العادات الصحية السليمة وإهمال الرياضة، كما أن الإدمان يهدر الوقت بشكل مبالغ فيه يسيطر على نشاطاته، فمن الطبيعى أن يوزع الطفل وقته مابين الدراسة والرياضة وممارسة العلاقات الاجتماعية مع الأصدقاء والأقارب.

 

 

ويناشد الأبوين بتوعية الطفل وتوجيهه، خاصة أن الصغير يكون مقلداً للأب والأم والإخوة الكبار لذا يجب عليهم أولًا وأخيراً أن يكونوا قدوة للأطفال الصغار، ولا ينهمكوا هم أيضاً فى مشاهدة الفيديوهات.

 

علاج المشكلة

وينصح د. أحمد عبد الله بالتشجيع والتوجيه والتعامل مع هذه المشكلة بشكل جاد بأسلوب الثواب والعقاب، خاصة فى ظل شكوى الكثير من الآباء من جلوس أطفالهم وحدهم وعدم الاندماج حتى مع الأسرة وأنهم لا يهتمون بأى شئ فى حياتهم سوى مشاهدة الفيديوهات التى يحبونها.

 

 

ويرى أنه كلما كان علاج المشكلة مبكرًا كان أسهل بكثير فإذا تربى الطفل على مشاهدة مقاطع اليوتيوب سيكون من الصعب جدًا بل ومن المستحيل إخراجه منها فى مرحلة المراهقة، فالطفل سهل توجيهه وإقناعه أما المراهقون فلن يستمعوا لهذا الحديث بل سيعتبرونه تدخلاً فى شئونهم الخاصة أومحاولة للسيطرة على حياتهم وفرض السيطرة عليها.

 

وسائل جديدة

وأكد على أهمية تقليل استخدام مشاهدة الفيديوهات لتصبح نصف ساعة يومياً وتقل بمقدار خمس دقائق تدريجيًا، حتى تصل إلى عدم مشاهدتها تماما وعمل جدول من النشاطات الحركية للأطفال وتنظيم دروس رياضية لهم كالكاراتيه والسباحة وكرة القدم وغيرها، ومحاولة إيجاد ألعاب جديدة للفت انتباه الطفل وإبعاده عن استخدام الآى باد.