كنوز|«العندليب» يناقش حال الأغنية مع ضيوفه فى سهرة العيد بصوت العرب

العندليب مع أستاذه الروحى محمد عبد الوهاب - حليم وفريد فى جدل شائك حول الأغنية الفلكلورية
العندليب مع أستاذه الروحى محمد عبد الوهاب - حليم وفريد فى جدل شائك حول الأغنية الفلكلورية

كل عيد أضحى مبارك وأنتم بخير .. اليوم هو الثالث من احتفالنا بالعيد .. تعالو نعود بالزمن «51 عاما « إلى الوراء ، إلى يوم 16 فبراير 1970 ، فى هذا اليوم قدمت إذاعة صوت العرب سهرة بعنوان « يا ليلة العيد « أعدها الكاتب أحمد بهجت وقدمها عبد الحليم حافظ ، وأخرجها أحمد الجبيلى ، وناقش فيها العندليب مفهوم التضحية وحال الأغنية ودورها الوطنى فى رفع الروح المعنوية ، وتطرق إلى الجدل الدائر حول الأغنية الشعبية والفلكلورية والأغنية الكلاسيكية والأغنية الطويلة والقصيرة ، وبدأ السهرة بتعريف الأضحية ومعنى التضحية من خلال قصة سيدنا إبراهيم وابنه سيدنا إسماعيل عليهما السلام الذى انصاع لرغبة والده لكن الله فداه بالكبش الذى ذبحه سيدنا إبراهيم فداء عن ابنه ، وقال العندليب : « من هذه القصة نتعلم التضحية ، والشجاعة ، ويجب ان نتذكر ذلك الآن ، لأنها تحفزنا على التضحية فى سبيل تحرير أرضنا «.


ذهب العندليب ليلتقى باستاذه الموسيقار محمد عبد الوهاب الذى قدم التهنئة للمستمعين ، وقال إن أول عيدية يتذكرها كانت عبارة عن « شلن» ، اللى كان حاجة هايلة جدا فى وقتها ، وقال إنه يعطى أولاده العيدية عندما يأتون لزيارته فى العيد ، ويعطى آخرين لم يذكرهم ، ولم يتطرق إلى ذكريات طفولته فى العيد لأن العندليب ذهب به إلى الاتهامات الموجهة للأغنية بأنها تخلفت ولم تعد تعبرعن مشاعر الناس ، فقال الموسيقار : « لا أنا مش موافق على الكلام ده ..

الأغنية تطورت ولم تتخلف ، تطورت فى الكلمة واللحن والتوزيع والصوت ، ومن أجل أن تجعل موسيقاك عالمية ، أى أن تجد لها جمهورا فى أوروبا يجب أن تتمسك أولا بمحليتك ، أى أن تذهب وأنت مصرى الموسيقى ، فمثلا إذا ذهبت إلى ألمانيا ومعك موسيقى أوروبية فلن يلتفت إليك أحد ، أما إذا ذهبت بموسيقى مصرية متطورة فسوف تجد لها صدى جميلا هناك ، فكن محليا من أجل أن تصبح عالميا « ، واستغرق محمد عبد الوهاب فى الحديث عن الموهبة المتجددة التى يهبها الله للمبدع الحقيقى فى تطوير الأغنية بشكل مستمر، ورفض تقسيم الأغانى لطويلة وقصيرة ووطنية وعاطفية قائلا : « الأغنية هى الأغنية أو لا أغنية « .


وأنتقل بعد ذلك العندليب للكاتب الصحفى على حمدى الجمال والفنانة سميرة أحمد التى قالت إنها سعيدة بالعيد ولها ذكريات لا تنسى فى كل مراحل حياتها ، وقالت إنها سوف تمنح ابنتها جليلة عيدية معتبرة ، وسوف تذهب عند والدتها لكى تأكل اللحمة والفتة مؤكدة أن ابنتها لا تأكل اللحمة لأنها نباتية ، وسوف تخرج بها إلى زيارة الأهرامات ، وقال على حمدى الجمال إنه كان قد وعد ابنته بشراء « دراجة « تركبها وقد أوفى بالوعد وأعتبر أن هذه « الدراجة « هى عيدية العيد ، وعندما تطرق به العندليب لحال الأغنية وتصنيفاتها قال إنه استمع لفريد الأطرش فى الإذاعة وتنبه لما أبداه من اعتراضات على سيطرة الأغنية الفلكلورية على الساحة الغنائية ، وقال إنه يتفق معه فى أشياء ويختلف فى أشياء لاختلاف الأذواق ، وأكد أن الأغنية العاطفية لها رونقها ولكنها يجب ألا تقف حائلا فى طريق الأغنية القصيرة ، هناك من يحب الأغنية الطويلة وهناك من يحب الأغنية القصيرة وإن كان إيقاع العصر السريع يتيح للأغنية القصيرة مساحة اهتمام أكبر عند المستمع ، وتعجب لأنه سمع عن أغنية هزلية تقول « الطشت قال لى يا حلوة يلى قومى استحمى « واستغرق العندليب فى الضحك هو وسميرة أحمد مبينا أنها أغنية شعبية حققت جماهيرية كبيرة !


بعد ذلك انتقل العندليب فى سهرة « يا ليلة العيد» إلى الموسيقار فريد الأطرش مرحبا به وبادله فريد الترحيب بعاطفة قوية مقدما التهنئة لكل المستمعين ، متمنيا ان تكون كل أيام الناس أعيادا وأفراحا وسعادة ، وبادره عبد الحليم قائلا: « أنا جاى لك عشان أقول لك كل سنة وانت طيب ،


أنت أثرت نقطة مهمة جدا مع جلال معوض بخصوص اعتراضك على الأغنية الفلكلورية والأغنية الشعبية ، وأنا شايف يا استاذ فريد إن الأغنية الشعبية والفلكلورية لم تأت على حساب الأغنية العاطفية « ، وهنا وجه فريد الأطرش السؤال للعندليب قائلا : « هل قامت شهرتك التى حققتها على أغان راقصة ولا على أعمال قدمتها بصوتك الجميل فى أعمال فنية كبيرة ؟ .. أنا قلت لجلال معوض إن لدينا أصواتا عظيمة وذكرت اسمك من بينها ولكن للأسف أنا ملاحظ ان فيه اتجاه عام نحو الأغنية الراقصة التى جعلت الأصوات الجميلة لدينا تنسى الأغانى الكلاسيكية التى تطرب المستمع « ، وهنا طال الجدل بين العندليب وفريد فى هذا الموضوع مما جعل « حليم « يغير دفة الحوار تجاه العيد قائلا : « فاكر أول عيدية خدتها يا استاذ فريد ؟ « ، واجاب فريد قائلا : « طبعا ..

 

عشرة صاغ وكنت باخدها من والدتى ، ومكانتش بتزيد عن عشرة صاغ اللى كان لها فى الوقت ده قوة شرائية كبيرة « ، وأجاب عن سؤال حليم عندما قال له : : « وبتدى عيدية لمين ؟ « قائلا : « لناس كتير وميهمش نقول أسماء .. وأنا أحب عيد الأضحى المبارك لأنى اقتنص فيه كبدة الخروف فور ذبحه أعطيها للطباخ لكى يشويها لى وآكلها بمفردى .. وفى هذا العيد بيكون بينا وبين الناس والأصدقاء تراحم وعطف بالأضاحى وتبادل الولائم اللى انت بتحضر بعض منها فى منزلنا العامر « وعندما سأله حليم عن الأغنية اللى يحب يقدمها لجمهوره فى العيد قال : « والله هى الأغنية التى لم ألحنها بعد .. الأغنية اللى اتوعدنا أنى ألحنها لك « .


واختتم العندليب عبد الحليم سهرة « ليلة العيد « مع الموسيقار بليغ حمدى الذى قال انه كان يتقاضى العيدية من والده ووالدته أيضا وأكد انه مازال يتقاضى العيدية من والدته وقال : « أتذكر أن أول عيدية مسكتها فى ايدى كانت 3 عشرات صاغ فضة .. وكانت بتطير زى العصافير « ، ضحك العندليب قائلا: « على كده انت من يومك مسرف ومفيش فلوس بتقعد معاك ..

 

ليه ؟ « رد بليغ قائلا : « لأنى مؤمن ان الفلوس اتوجدت عشان تتصرف ، وما اقدرش حد يجينى قصدنى فى شيء وأرده ، ولو رديته ما نمش طول الليل ، وأروح تانى يوم ادور عليه عشان اعطيه اللى طلبه ..

 

اكيد محتاج اللى طلبه لغرض شديد وقوى ودائما بافترض حسن النية « ، سأله عبد الحليم : « هل بيكون لديك احساس مختلف لما بتلحن للست أم كلثوم عن اى لحن آخر بتعمله؟ « ، اجابه بليغ بما يعنى أن احساسه فى اى لحن بيعمله لا يختلف ابدا سواء كان بيلحنه للست أم كلثوم او بيلحنه لمطرب او مطربة أخرى ، الإحساس فى اللحن لا يختلف باختلاف المؤدى ، انما اللحن بيختلف حسب واحساس كل مطرب ومطربة ، والست ام كلثوم بيكون لها ترتيبات مختلفة بترجع لشخصيتها وعظمة صوتها النادر الذى لا يوجد له مثيل « ، وعندما سأله عبد الحليم عن الأغنية الوطنية ودورها فى مساندة الجنود على الجبهة ، وحشد الجبهة الداخلية ، قال بليغ : « انا شخصيا بحس ان مش ضرورى ازعق أو اتخانق فى اغنية وطنية انا ممكن اكون بقدم اغنية عاطفية يجد فيها المستمع روح الحس الوطنى ، وضرب مثلا بأغنية « يا حبيبتى يا مصر» التى صاغها فى قالب عاطفى يخاطب فيه حبيبته مصر التى لا تخرج من داخله مهما سافر وابتعد ، وقال بليغ « انا لما بلحن لمصر أكنى بلحن لأمى ، ولما عملت لك « بلدى يا بلدى « مكناش بنصرخ ولا بنزعق ولا نوتر الناس كنا بنخرج من داخلنا شحنة عاطفية صادقة نعبر بها عن حبنا للوطن « ، وطال بعد ذلك الحديث مع بليغ حول الأغنية الشعبية والفلكلورية ، وقال بليغ: « لو لم تكن هذه الأغانى التى أصيغها بروح متطورة ألحانا ناجحة فلماذا كل هذا الإقبال عليها من المستمعين ؟

 

« ، واختتم العندليب السهرة قائلا : « اخوانى العرب قبل ما اسيبكم بقول لكم كل سنة وانتوا طيبين وارجو ما تكونوش زهقتوا من المذيع الجديد اللى اسمه عبد الحليم حافظ « .


برنامج « ليلة العيد «–1970