الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الجاذب العظيم.. عملاق غامض يسحب درب التبانة وجيرانها بعيدا عن مسارها

  • مشاركة :
post-title
مجرة درب التبانة

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

يحاول علماء الفضاء والفيزياء الفلكية، بشتى الطرق، البحث عن السبب وراء انجذاب مجرتنا درب التبانة والمجرات المجاورة لشيء مجهول، عمل على سحب تلك المجرات بعيدًا عن مسارها والاتجاه نحو منطقة ما، بسرعة تزيد على مليون ميل في الساعة، وهي المنطقة التي أطلقوا عليها لفظ "الجاذب العظيم".

وتحتوي المجرات على تجمعات هائلة الحجم من مليارات النجوم والكواكب والأقمار بجانب الكويكبات والنيازك، كما تحتوي على غبار كوني ومادة مظلمة يتخللها مجالات مغناطيسية، وتتراوح أحجام المجرات وأعداد النجوم فيها بين بضعة آلاف في المجرات القزمة، إلى مائة تريليون نجم في المجرات العملاقة، وكلها باختلاف أحجامها تتخذ من مركز ثقل المجرة مدارًا لها.

سحب المجرات

ومن المعروف أن الأرض تدور حول محورها بسرعة تبلغ نحو 1000 ميل في الساعة في الوقت الحالي (نحو 1600 كيلومتر في الساعة) وبحسب موقع npr الأمريكي، فإن هذا التناوب هو سبب وجود الأيام، كما أن الأرض والكواكب الأخرى في نظامنا الشمسي تدور حول الشمس، حيث يفعل كوكبنا ذلك بسرعة تبلغ نحو 67000 ميل (نحو 108 آلاف كيلومتر في الساعة)، وهو الأمر الذي يخلق السنوات.

ملايين المجرات رصدها هابل

وفي سبعينات القرن الماضي، لاحظ علماء الفيزياء الفلكية أن شيئًا ما كان خاطئًا بشأن مجموعتنا المجرية، أو المجموعة المحلية، إذ يتم سحب مجموعة المجرات المجاورة بأكملها بعيدًا عن مسارها، بسرعة تزيد على مليون ميل في الساعة، نحو شيء لا يمكننا رؤيته.

تريليونات المجرات

وكان يُعتقد أن هناك قرابة 170 مليار مجرة في الكون المنظور، لكن الاكتشافات العلمية الحديثة اعتقدت بوجود عدة تريليونات من المجرات، على مسافات تصل إلى ملايين الفراسخ، وهذا اعتمادًا على كتلة المجرة وحجمها.

ومن المعروف أن الأرض والشمس وبقية نظامنا الشمسي، يدور حول مركز مجرة ​​درب التبانة بسرعة تزيد على 500 ألف ميل في الساعة (828 ألف كيلومتر في الساعة) ووفقا للموقع الأمريكى، فإن فوق كل ذلك يتحرك الكون بأكمله نحو التوسع للخارج طوال الوقت دون انقطاع.

العنقود العظيم Laniakea المشتبه في قيامه بسحب المجرات
الجاذب العظيم

ولا يزال العلماء لا يعرفون التفاصيل الكاملة لما وكيف بالضبط انحرفت مجرة ​​درب التبانة والمجرات المجاورة لها عن مسارها، ولكن كان هناك العديد من المرشحين على مدى العقود القليلة الماضية، وفي الآونة الأخيرة، كان المشتبه به الرئيسي هو العنقود الفائق Laniakea، والذي يعني في لغة هاواي "الجنة الهائلة" أو "الجنة التي لا تُقاس".

أطلق العلماء على هذه المنطقة الغامضة اسم "الجاذب العظيم"، لكن قدرتهم على دراستها كانت محدودة، وأرجع عالم الفيزياء الفلكية الحاسوبية جورجي مورينو، ذلك إلى أن مجرة ​​درب التبانة تحتوي على ملايين وملايين النجوم والكثير من الغبار، مما يحجب كل المعلومات التي يحاولون العثور عليها، وهو ما يعني أن مجرتنا هي السبب في حجب الجاذب العظيم.